أحباب الله

اضغط هنا واسمع
حكاية

صورة طفل ؟!

صرخة طفل قضى من عُمره أربعة شهور ونصف تقريباً في حُضن والدته يتغذى من حنانها وينعم بعطفها ويَصحى وينام على حسها
اقترب موعد البداية ,, فرح وسرور وشوق واشتياق عند البعض ,, وهَم ونكَد وحرقة وندم عند البعض الآخر .
ذهب من ذهب وتم شراء لوازم المدرسة ,, جُهزت الملابس المدرسية ,, الكل جاهز لساعة الصفر .
” التربية والتعليم ” عبارة جميلة وكبيرة في معناها تحملها وزارة ؟!
” أبناءنا مستقبلنا ووطننا ” عبارة أخرى هي الأجمل شعار مسئول في وزارة ؟!
” أولياء الأمور مسئولين عن سلوكيات أبنائهم ” عبارة هي الأقوى تعبيراً تصريح مسئول من وزارة ؟!
” الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلاً طيب الأعراق ” كلمة مسئول من وزارة بمناسبة العام الدراسي الجديد ؟!
انتهت نشرة الأخبار ,, جاء وقت النوم استعداداً للإستيقاظ باكراً ,, المدارس تنتظرنا وازدحام الشوارع تُهيج المتأخر منا .
الكل على فراش النوم ,, يعُم البيت الهدوء ,, هناك بعيداً من قام بكبت حُزنه وألمه كما هو عادته حتى لا يشعر به الآخرين ,, الساعة الآن الثالثة بعد منتصف الليل ,, صوت طفل يَضحك فرحاً ,, الظلام يعُم البيت ,, يا الله ! ,, ما الذي يُضحك الطفل في هذا الليل والناس نيام ؟!
إنها الدموع ,, نعم دموع الأم ,, المعلمة ومربية ألأجيال ,, تحتضن طفلها وتنهمر دموعها على طفلها ,, تسقط عليه الدموع ويعتقد المسكين أنها تُلاعبه .
صوت المنبه ……….,,
استيقظت الأم ,, يا الله ,, غفَت عيني وابني في حضني الحمد لله على سلامته ,, تَنظر لطفلها المسكين نائم وفي ثَغره ابتسامة بريئة تُعالج القلوب من الوجع والشجون .
تضعه في سرير نومه بكل هدوء على أمل أن لا يحضر ساعة الصفر ,, كالفراشة هي في البيت ,, بكل هدوء تطلب من الكل أن يستيقظوا من النوم .
البعض لا يستجيب لها ما زال نائم ,, وهي بين ألم وأمل وحيرة وعمق تفكير ضاقت بها نفسها من الهم الذي في قلبها تخفيه ,, لكن فجأة وبدون تركيز ولا قصد منها ,, وبصوت عالي : هيا إلى المدرســــــ لم تكملها ,, أوووف ,, طفلي نائم ,, ويش سويت انا !
تَنظر لطفلها ,, استيقظ الطفل ,, وبكل برائة الأطفال ضحكة ونظرة لأمه يريد منها أن تحضنه .
اقتربت ساعة الصفر الكل جاهز ,, وقت الخروج من المنزل ,, طفلها يصرخ من بكاء شديد موجع ومؤلم من الفراق ,, أطفالها الكبار ممن هم يخرجوا للمدارس يسألوها : تتركيه لوحدة ؟! كنا كذلك يا ماما ولا لا ؟!! ,, تُطبطب عليهم وتقول لهم تأخرنا ثم نظرة أخيرة لطفلها ,, الوالد يقول لها : ليس ضروري أن يرانا ونحن خارجين ,, الأم : أُربي أبناء الناس على القيم والصدق وأُعلم طفلي الكذب والخداع ,, لا طبعاً .
تستودعه الله وتحصنه وتهمس في إذنه بحقيقة ألمها وجرحها وهو يصرخ من البكاء ,, اغلقت الباب وتم الخروج من المنزل ,, الكل يسمع للطفل صرخة لكنها في هذه المرة غريبة وأقووووووووووى من قبل تحمل الكثير الكثير
وفيها رسالة وكأنه يقول :
” تربية وتعليم أم تعليم فقط ”
يا وزير إلى متى أمي تربي أبناء الناس وأنا في حضن خادمة ,, هل تبخل علينا بغرفة في المدارس كحضانة أكون قريب من عين أمي وبعيد عن المجهول .
” أبناؤنا مستقبلنا أم عبء علينا ”
يا وزير أمي بجسدها فقط في المدرسة وكل تفكيرها وقلبها معي ,, من أين يأتي الانتاج .
” أولياء الأمور مالهم وما عليهم ”
يا وزير لا تحاسب أولياء الأمور إذا اختلفت سلوكياتي .
” الأم مدرسة إذا أعددتها …… كيف يتم ذلك وهي ليست معي ”
يا وزير لن يزرع وطنيتي غير أمي .
أليس نحن أحباب الله وأمانة في أعناقكم ,, اليوم اصرخ منكم ,, وأخشى في الغد تصرخوا مني .
لفتة وحسرة .


اقرأ أيضاً :