التدوين تاريخ وحضارة

صورة ، أطفالنا

صورة ، أطفالنا


قال الله تعالى :
( اقرأ بسم ربك الذي خلق ،، خلق الانسان من علق ،، اقرأ وربك الاكرم ،، الذي علم بالقلم ،، علّم الانسان مالم يعلم ) .
رسولنا الكريم خُلِق أمياً وأكرمه ربي بالقلم والعِلم ،، وعندما خرجنا للحياة من أول وهلة كان الصراخ يرافقنا بدون ألم .

التدوين من أزمان طويلة ولولاه لما سجل التاريخ للحضرات القديمة والحالية التي ستبقى لأجيال قادمة ،، وقد بدأ التدوين بحسب العصور فمنها على الحجر وصخور الجبل ، و سطر البعض على الكهف وألواح الشجر ، وكذلك على جلود الاغنام والبقر ، ثم جاء القلم وصفحات الورق ، والتدوين هدف ورسالة سامية وليس مهنة منتهيه براتب ، أمِر أنبيائنا بالقراءة قبل الكتابة لما فيها من أهمية وتزويد الانسان بالعلم والثقافة وتوسيع مداركه في جميع مجالات الحياة والتجارب المفيدة التي فيها ، ويأتي القرآن الكريم وأحاديث السِنّه النبوية لتدون القصص والمواعض والتشريعات والاحكام والآداب والحكمة منها تشريع الدين و اتباع الأوامر واجتناب النواهي ، ثم دونت المذاهب الأربعة تلك التشريعات بحسب علم كل عالِم منهم ، ودونوا العلماء إكتشافاتهم طبية كانت ام فلكية ام جغرافية ، لغوية وغيرها من مجالات العلم ، مما جعل هذه التدوينات مرجع وفير وزخي بالمعلومات تُصدَّر لجيل بعد جيل .
فيجب أن ندون لأننا نملك القلب والعقل والروح والدم ، وإذا لم ندون سوف نفقد كثير من تاريخنا وحضارتنا مهما كان هذا التاريخ وتلك الحضارة ، سوف يأتي جيل قادم يطور الجميل ويعدّل المسيئ ، كم هو جميل أن تدون افراحك ، مناسباتك ، عتاباتك ، خواطرك ، معاناتك ، مواقفك ، سيرتك ، أصدقائك ، ذوقك ، حتى أحلامك ، تخُط بها سطور وتشارك بها عقول تعرفها وعالم عنك غريب يتعرف على أفكارك ، قد يعيش البعض فترة طويلة من العمر على الهامش ، ألم يحن الوقت أن تغير حياتك وتكتب عن نفسك وتجعل سطورك مرآتك ، ولا تحتاج لثقتك ومدى رضاك عن شخصك ، لأن هناك من يحبها بل قل يعشقها ، وقد تكون من يُبحَث عنه ، لا تقصر تقييمك على جليسك قد يأخذ منك ولا يعطيك ، مجتمع التدوين لا يتنافسوا بمدوناتهم ولا بكتاباتهم ، بل يبحثوا عن إيصال معاناتكم ويصفوا شخصياتكم وجميع أفكاركم لأنهم منكم ، ونقول لكم تعالوا ندون ، كن معنا ندون من أجل التدوين فهو هدف ورسالة وليس إعلام مُسير ولا صحافة ، لا تحتاج لكتابات مواضيع ومشاركات كثيرة لتحصل على نقاط لتترشح لإشراف في منتدى ، ثم تحجب وتُقهر ، تجد نفسك كمدون تدير وتشرف تكتب من ا ،..، ومروراً بالتاء وحتى الياء ، تصل صوتك بأسلوبك وطرحك الذي يُعنيك ، لا مُخرج في قناة يجعل صوتك سيناريو لينجح برنامجة و تَخسر أنت ، ولا محرر في صحيفة يكتب عنك ويضع صورة غيرك ، أنت المحرر والمخرج ، أنت سيد قولك ، دون عن كل شئ دون بفكرك دون بثقافتك دون بفنونك ، جمالك ، تقنياتك ، رياضاتك ، مطبخك ، إعلامك ، صحافتك ، سياستك ، كن أنت الإتجاه الايجابي وليس الإتجاه المعاكس ، والمشاركة في حملات الخير تعَّيشك لحظات مع الغير تشاركم حملاتهم التدوينية تحقق ذاتك ، وواجبك تجاة وطنيتك وتكافلك الاجتماعي ، فالتدوين هو الإعلام الجديد المتنوع لهدف واضح وسياسة معلنة ، وهناك فرق بين الإعلام القديم والتدوين ” الإعلام الجديد ” ، فالمجتمع يؤثر على الإعلام ، اما التدوين يؤثر في المجتمع ، و أصبحَت الكثير من وسائل الإعلام والصحف تتسابق وتتشرف باللقاء مع مدون أو آخر ، هو نجاح لا ينكرة إلا غافل ، لم ندون من أجل صورة في جريدة ، أو ظهور في شاشة تلفاز ، ولا ساعة في مذياع ، نحتاج للتدوين كشرب الماء واستنشاق الهواء ، كالجري وراء الرزق وحياة السخاء ، ندون لنجعل أفكارنا اقتراح لخدمة في وزارة ، أو لتعديل سلوك سيئ لشخص في حاره ، نُظهر مواهب تكون فيها فائدة ، كتابة خواطر تداعب قلوب الكلام لها ليس بخسارة ، حب الوطن لا يحتاج إلى إشارة ، نحن مجتمع التدوين لا نريد أن نكون كالهشاشة ، ولا نؤيد زعيم ارهاب في قيادة ، ولا ننتخب رئيس ينتمي لِمذهب لنا فيه حاجة ، نسطر رأينا ونكتب عن أحلامنا ، نتبع سياسة بلدنا ونشير للظالم بكلماتنا ، نبدأ بإصلاح نفسنا قبل غيرنا ، هذا فقط لمن لا يعرفنا .
إبدأ التدوين بتجربة ثم قناعة ، كلنا نقدم لك يد المساعدة ، إتصل بأحدنا تجدنا نقول لك سمعاً وطاعة ، أقرأ المدونات عن طريق خدمات الخلاصة ، وتجد هنا مضيعة بيتهم تشرح لك ببساطة .
لا تخشى الكتابة ، فالقلم سلاح وليس جراح ، أكتب عن ما تحب ، أكتب عن شخصك ، أكتب عن هوايتك ، أكتب عن مواقفك ، معاناتك ، جرب كتابة أحلامك قد يعيش الآخرين معك فيها وتعيشها دون أن تحققها ، قد يأتي لك من يحققها ، أو يغير لك زائر فِكرة كنت تعتقدها ، لست بحاجة أن تكون مُعلّم لغوي ، ولا أستاذ كرسي ، ولا كاتب صحفي ، تحتاج فقط لقناعتك وتحرير قلمك .
اسألك بالله العظيم ، والقادر على كل شئ وهو العليم ، يقضي الاقدار من غير ساتر ولا معِين ؟؟؟
ألا ،،، يستاهلُ ،،، أطفالنا ،،، لحروفنا ،، تُذكرهم ، تداعبهم ، و تسامرهم ،، في حال فقدونا ،، يقرءوا تاريخنا ،، يفخروا بنا ،، يحققوا أهدافنا ،، ويحملوا رسائلنا .
أعتقد أنهم يقولون لك ،، لا نريد لك عرض في بروجكتر ،، ولا مقطع فديو لزفّتك ،، ولا البوم صور فيه صورك ،، بل نريد تاريخك ، وحضاراتك ، وبصماتك ،، فهي بين يديك اليوم ، وقد تغادرها الغد ، تغادرها الغد ، تغادرها الغد ، تغادرها الغد ….،،.


اقرأ أيضاً :