عام الخنزير

صورة ، عن الموضوع

صورة ، عن الموضوع

الكثير يعرف وقرأ عن عام الفيل ، وطير أبابيل ، والقوم الذي أصبح كالعصف المأكول ، وقصة الرجل الذي كان همه ناقتة حينما سأل أبرهة الاشرم عن الناقة ورد عليه أبرهة أني قادم لهدم الكعبة ، واجاب الرجل : للبيت رب يحمية ، فأين ناقتي ؟!

فهذا الحدث العظيم يحمل حِكم كثيرة لم تكشف جميعها بعد محفوظة عند رب العالمين .

وعندما نفكر في ذاك الرجل الذي لم يكن يبالي من مجيء أبرهة الاشرم رغم مخافة الكثير آن ذاك ، وهمُّه ناقتة وكأنه يريد يصل رسالة وهي أن هناك أمور قد حُسمت وقضى ربك فيها أمراً فانتهى الأمر وينتظر القدَر .

والقرآن ملئ بالقصص التي تحكي عن أقوام ابتلوا بأوبئة ، وعلى مر التاريخ نجد أقوام هوجموا بالاسلحة الجرثومية ، فكذلك يرحم الله عبادة فيبتلي بعضهم لمحبتة ، وقياس أجر الصبر لغيرهم ، وينبئ وينبه ويذكِّر آخرين بحِكمة وجودهم وهي عبادتة والكف عن المعاصي فالله يغفر ما له ولا يغفر حقوق العباد فبعضهم لبعض تُقتص الحقوق ، ثم يأتي البعض ويحمل شعارات التعقيم الجسدي ولبس كمامات الفم ، ويترك العناية بتعقيم القلوب ، وكمامات الذنوب ، الموازنة في تسليط الضوء على الأمور وتوضيحها في اتجاهات متعددة يتشارك فيها كل الجهات مروراً بالصحية والشرعية والتعليمية والتثقيفية والبلدية والتجارية وغيرهم ، فكل منهم يملك جانب يخصه ، وما نلاحظ هو تفرد وزارة الصحة والتعليم والثقافة وكأن باقي تلك الجهات لا يعنيها الأمر .

فهناك أعداد لا يستهان بها ليست من متابعين التلفاز ولا سماع المذياع فبعضهم لا يقرءوا ولا يكتبوا آباء يسعوا لطلب الرزق وأمهات أنشغلوا بالعناية ، فكيف تصل لتوعيتهم ، أءمة المساجد مراكز الأحياء والعُمَد جولات ميدانية من لجان صحية وبلدية ، والمحلات التجارية والمولات المركزية ، فالأفكار كثيرة فلا نأخذ وقت طويل في التفكير في الوسيلة بل نبدأ بالتنفيذ .

كنت أقول أن الإعلام قد هول الأمر وبعد زيارتي للمستشفيات بسبب مرض إبني وليس بإنفلونزا الخنازير ولله الحمد تأكدت أن الأمر أخطر بكثير ، فامتلأت اسِرة المستشفيات وواجهت أشحاص تدمع عيونهم لعدم استقبال تلك المستشفيات الحكومية لهم وعدم التشخيص المبكر لحالات المرض مما يجعل العلاج يصعب ويؤدي لتقدم الحالة وتقترب من الوفاة ، ونقص الوعي بسبب عدم التكافل بين جملة من الجهات التي تخلت عن دورها في التوعية للمرض فلا تجد في مقر المؤسسات الحكومية والخاصة أي نوع من التوعية والاحتياطات الوقائية وكأن الانتشار والاصابة تكمن في المدارس فقط ، والتي يكاد بعضها أكتفت بوضع المعقمات لمدة ثلاث أيام ثم أصبحت تلك العبوات هي مراد الأطفال باللعب بها وتحطيمها لقناعتهم البريئة في عدم فعاليتها لكونها فارغة .

وتأتي غرف العزل المؤقتة التي كان دورها القانوني في حماية إدارة المدرسة من اللجنة التي تقوم مشكورة بالجولة للتّحقق من وجودها دون النظر في الاستعدادات المتوفرة في كامل المدرسة واستمرار تلك الغرف التي تتحول بقدرة قادر بعد خروج اللجان إلى وضعها الطبيعي من غرف للإدارة أو المدرسين وحين سؤال إدارة المدرسة حيال ذلك ، يجيبوا بقولهم يوجد نقص في الغرف فنحن نحتاج تلك الغرف من قبل ، ويعوزوا ذلك بعدم وجود ميزانية كافية لبناء غرف مستمرة لمثل هذه الحالات والطوارئ ، فحتى وسائل التعقيم لم يكن لها وافر من التغطية المالية لاستمرار وجودها بالمدارس ، وحتى أبناءنا حين سؤالهم ماذا تعرفوا عن المرض وطرق الوقاية والتعامل مع من هو مصاب بالمدرسة يجيبوا بأنهم لا يعرفوا شئ .

ناهيك عن الهلع الذي تسبب في خوف أولياء الأمور بل كافة الناس من المصل المجهول نتائجة وعواقبة التي تجعل وجود علامات الاستفهام لا تنتهي .

وتجد الخلاف لم يتوقف عند المفتين من علماء الدين في الأمور الشرعية بل حتى الأطباء لم يتفقوا على فعالية المصل ، فهل هذا الخلاف رحمة ؟!

لا اعتقد أن الفيضانات والزلازل والنكبات تحتاج للتبرعات ونفتقر لهذه التبرعات لِنكباتنا !

نحتاج لوقفات ،، فحوادث السير بسبب عدم وجود السلامة المرورية والاحتياطات اللازمة في ظل ما نراة من مشاريع تطوير للطرقات ، وتعثر المعلمات الموظفات خارج مناطقهم ووفيات بسبب الحوادث للخروج المبكر وقبل الطيور للبحث عن لقمة العيش وتعليم الأجيال ، أخطاء طبية تنتهي بمحاكمة سطحية واستمرار الطبيب في مزاولة عملة ، هذه الأمور وغيرها تملك من الخطورة ما تجعلها تنافس إنفلونزا الخنازير .

وخلاصة القول أن عام الخنزير ما يزال يكشف لنا حقائق يجب التوقف عندها ومعالجتها ،، ولا نسأل عن الناقة ،، وننسى طير أبابيل .

نتائج المصل

وأسأل ربي الحي القيوم أن يحفظنا ويحمينا ويشفي كل مرضانا ويرحمنا برحمتة في الدنيا والآخرة .


اقرأ أيضاً :