قصتي مع الجامعة

هذه قصة ليست من صنع سنما هولود ولا من إنتاج مدينة الانتاج الاعلامي بمصر الحبيبة بل هي قصة حقيقية يمر فيها المئات من أبنائنا من طلاب الجامعة التي اشتهر اسمها بين طلاب الجامعة ” بقهوة عزوز ” معاناة وعقبات وصعوبات إلى متى …… اترككم مع صاحب الحدث الله يعينك يا ابا عبدالرحمن وزملائك ,,.

بسم الله الرحمن الرحيم.
بقلم أخوكم أبو عبد الرحمن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من أين أبدأ؟ وأين أنتهي؟ بالطبع أنا طالب كفيف عانيت الأمرين أثناء فترة تسجيلي في الجامعة، لماذا؟ سؤال وجيه، الجواب عليه يتلخص في أنه لا توجد آلية لتسجيل المكفوفين في الجامعة.
لقد استلمت شهادتي الثانوية النهائية بنسبة مرتفعة ولله الحمد والمنة، لم تواجهني أي مصاعب سوا أن الوزارة تأخرت في ختم الشهادات الثانوية، وهذا لا يعتبر مشكلة، لماذا؟ سؤال رائع نجيب عليه قائلين أنه أمر معهود من الوزارة والغرابة أنه إذا لم يحدث ولكن التأخر في الختم والتوقيع على الشهادات طبيعي.
المهم توجهت قارعا أبواب جامعة الملك عبد العزيز، استقبلونا ووعدونا أنهم سوف يستلمون الصور من الوثائق الرسمية، والتعقيد كل التعقيد تمثل في أن الإخوان بارك الله فيهم لا يقبلون أي شيء يثبت الحالة وكف البصر، حتى التقارير الظاهرة عن مستشفى الجامعة، وقد تجاوزنا هذه المشكلة بإعطائهم صورة من شهادة كفيف،
بقينا الآن متى يستلمون الأصول ويعطونا البطائق الجامعية، ونعيش إجازتنا مرتاحين من هم المراجعات والمقارعات والمشي في الشموس، فرجل يقول تعالوا غداً، وآخر يقول لا لا لا لكم مواعيد خاصة ولكم الحق في الجامعة، طبعاً متى المواعيد ما يدري، إلى أن يسر الله لنا المقابلة مع رجل قال لنا تعالوا في التاريخ الفلاني ووعدنا خيرا،
وبعد أخذ الوعود من الرجل تركنا الجامعة، منا من سافر ومنا من لبث في جدة، المهم بعد رجوعنا في ذاك التاريخ وجدنا الرجل ولله الحمد صدق في وعوده واستلم منا الأصول، ولكن القلق يراودنا حتى بعد أن استلمت منا الأصول، لماذا؟ الجواب من جهتين:
الأولى: أنهم لم يعطونا شيء يثبت أنهم استلموا منا الأصول. الثانية: أنهم لم يسلمونا البطائق الجامعية بل وعدونا في بداية الدراسة.
ونعيش في القلق طيلة أيام شهر رمضان المبارك، وما هو إلى أن بدأت الدراسة توجهنا في أول يوم إلى الجامعة، ولله الحمد استلمنا البطاقات بكل أريحية، ولا توصف الفرحة التي كنا فيها،
لكن الكدر ملازمنا، نعم أنت عزيزي القارئ تقول ماذا تريدون؟ أما استلمتم بطاقاتكم؟ الجواب نعم ولكن من المعلوم لديكم أن الكفيف يستلم بدل شهري من الجامعة يعينه على طباعة المناهج، والبحث عن كتاب يكتبون له في الاختبار، وشراء أجهزة التسجيل …..إلخ.
ولكي تتأكد الجامعة أنك كفيف لا بد من أن تصنفك تصنيف خاص بوضع رمز خاص، توجهنا من يومنا إلى إدارة المكافآت لنتأكد من التصنيف، ليتهم قالوا أنكم لستم مصنفين لكان أهون، لكنهم قالوا أنكم مصنفين،
بعد أسبوعين ذهبنا مع أقراننا المبصرين لنستلم بطاقات الصراف، فوجئنا بأنا غير مصنفين، والمطلوب التصنيف واستلام المكافآت بعد شهر.
نعم نعم هذا حالنا وحال من سبقنا، من المتحمل هذا؟ أليس من المفترض وضع آلية مريحة للمكفوفين؟ لماذا يتم تسجيلنا آخر الناس؟ بالعربي المفيد كما يقال لماذا نهمش؟
نحن الآن نعاني من دراسة أربع مواد لا يستطيع الكفيف أن يفك رموزها ولا أن يتجاوزها، إلا أن يتغمده الله برحمة منه،
وذلك أنها تحتوي على رموز رياضية ومتطلبة لاستخدام الآلة الحاسبة، ومن الصعب أن تجد كاتباً في الاختبار يستطيع قراءة السؤال لك بشكل صحيح.
وإن تطرقنا لمعاناتنا في الجامعة لطال بنا المقام.
واليوم وبعد مرور ستة أسابيع تقريباً فوجئنا بأن شوارع الجامعة بدلاً أن تكون منظمة ومرتبة، إذا بي وأنا متوجه لاستقبال الكاتب في أحد الاختبارات تعثر رجلي في حفرة عمود كهرباء، النتيجة بالطبع جروح خفيفة في الركبة،
توجه بي إثنان من الزملاء بارك الله فيهما إلى الإدارة الطبية رفضوا استقبال الحالة، بدعوى أنها غير طارئة،
لحظة، أود أن أقول أننا مشينا ما يقارب 500 متر حتى نصل إلى الإدارة الطبية وفي الحر والجرح مكشوف، وفي النهاية رفضوا حتى تغطية الجرح إلا بعد نقاش دام ربع ساعة، تم التحويل إلى طوارئ مستشفى الجامعة،
غرزة واحدة ولله الحمد، لكن لا أستطيع ثني الركبة إلا بعد المرور بصعوبات.
عموماً الحمد لله على كل حال، أولاً وآخراً قدر الله وما شاء فعل.
أخيراً: أشكر أخونا أبو الوليد الذي أتاح لنا الفرصة لوضع معاناتنا في مدونته، وعرضها على وجوه طيبة مثلكم.
تحياتي القلبية لكم.


اقرأ أيضاً :